فصل: باب: في الرضا بالدون من العيش

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الزهد والرقائق ***


باب‏:‏ في التواضع وكراهية الكبر

188- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب عَن عُبَيد الله زحر عَن سعد بن مَسْعود أن معاذ بن جبل قَالَ لن يبلغ عَبد ذروة الإيمان حتى يكون الضعة أحب إليه من الشرف‏.‏

189- أَخْبَرَنَا يحيى بن عَمْرو الشيباني عَن مكحول عَن معاذ بن جبل قَالَ لاَ يبلغ عَبد ذرى الإيمان حتى يكون التواضع أحب إليه من الشرف وما قل من الدنيا أحب إليه مما كثر ويكون من أحب وأبغض في الحق سواء يحكم للناس كما يحكم لنفسه وأهل بيته‏.‏

190- حَدَّثَنَا رجل عَن يزيد بن أبي حبيب قَالَ قَالَ عُمَر بن الخطاب لسلمان يا سلمان ما أعلم من أمر الجاهلية شيئا إلاَّ وضعه الله عنا بالإسلام إلاَّ أنا لاَ ننكح إليكم ولا ننكحكم فهلم فلنزوجك ابنة الخطاب قَالَ أفر والله من الكبر قَالَ فتفر منه وتحمله علي لاَ حاجة لي به‏.‏

191- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن العجلان عَن عَمْرو بن شعيب عَنْ أَبِيهِ عَن جده عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال‏.‏

192- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن زيد عَن عَبد الرحمن رجل من أهل صنعاء قَالَ أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر رحمه الله وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان جالس على التراب قَالَ جعفر وأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فلما رأى ما في وجوهنا قَالَ إني أبشركم بما يسركم إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله قد نصر نبيه وأهلك عدوه وأسر فلانا وفلانا وقتل فلانا وفلانا التقوا بواد يقال له بدر كثير الأراك كأني أنظر إليه كنت أرعى لسيدي رجل من بني ضبة إبله قَالَ جعفر ما بالك جالسا على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاق قَالَ إنما نجد فيما أنزل الله على عيسى صلى الله عليه وسلم أن حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عند كل ما أحدث لهم من نعمة فلما أحدث الله لنا نصر نبيه عليه السلام أحدثت لله هذا التواضع‏.‏

193- أَخْبَرَنَا عُبَيد الله بن الوليد الوصافي عَن عَبد الله بن عُبَيد قَالَ أتي النبي عليه السلام بطعام فقالت له عائشة لو أكلت يا نبي الله وأنت متكئ كان أهون عليك فأصغى بجبهته حتى كاد يمس الأرض بها ‏,‏ قَالَ بل آكل كما يأكل العبد وأنا جالس كما يجلس العبد وإنما أنا عَبد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس محتفزا‏.‏

194- أخبرني مُحَمد بن إسحاق قَالَ حدثني عَبد الله بن أبي بكر وابن أبي نجيح ويحيى بن عباد قالوا أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف بذي طوى وهو معتجر ببرد حبرة فلما اجتمعت عليه خيوله ورأى ما أكرمه الله به تواضع لله حتى إن عثنونه لتمس واسطة رحله‏.‏

195- أَخْبَرَنَا المسعودي عَن عَمْرو بن مرة عَن إبراهيم عَن علقمة عَن عَبد الله قَالَ اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده فلما استيقظ جعلت أمسح عنه وأقول يا رسول الله ألا آذنتني قبل أن تنام على هذا الحصير فأبسط لك عليه شيئا يقيك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي وللدنيا وما للدنيا ولي ما أنا والدنيا إلاَّ كراكب استظل في فيء أو ظل شجرة ثم راح وتركها‏.‏

196- أَخْبَرَنَا عُبَيد الله بن زحر عَن علي بن يزيد عَن القاسم عَن أبي أمامة عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إن أغبط أوليائي عندي مؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في العمر وكان غامضا في الناس لاَ يشار إليه بالأصابع وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك ثم نقد بيده فقال عجلت منيته قلت بواكيه قل تراثه‏.‏

وبهذا الإسناد عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ عرض علي ربي تبارك وتعالى ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا قلت لاَ يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما أو قَالَ ثلاثا أو نحو ذا فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك‏.‏

في كراهية البنيان

197- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم عَن رجل عَن سَعِيد بن المُسَيَّب قَالَ قيل يا رسول الله لو بنيته يعني المسجد ‏,‏ قَالَ لاَ بل جرائد على أعواد الشأن أعجل من ذلك‏.‏

198- أَخْبَرَنَا ابن عُيَينة عَن عَمْرو بن دينار عَن أبي جعفر قَالَ قالوا يا رسول الله هذه يعنون المسجد يقولون طينه ‏,‏ قَالَ لاَ بل عرش كعرش موسى ‏,‏ يعني العريش‏.‏

باب‏:‏ في الرضا بالدون من العيش

199- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن بكر بن سوادة حدثه أن حنشا حدثه أن أم أيمن غربلت دقيقا لتصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم رغيفا فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا فقالت طعام نصنعه في أرضنا فأحببت أن أصنع لك رغيفا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم رديه ثم اعجنيه‏.‏

200- أَخْبَرَنَا حيوة بن شريح عَن عَمْرو بن مالك أن حُمَيد بن زياد حدثه عَن يزيد بن قسيط أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسويق من سويق اللوز فلما خيض قَالَ ما هذا قالوا سويق قَالَ أخروه عني هذا شراب المترفين‏.‏

باب‏:‏ في الذب عَن عرض المؤمن

201- أَخْبَرَنَا عُبَيد الله بن أبي زياد قَالَ حَدَّثَنَا شهر بن حوشب عَن عَبد الرحمن بن غنم أو الصنابحي أو غيرهما قَالَ دخلت المسجد فإذا بضعة وثلاثون رجُلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يحدث عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست معهم ساعة وكان فيهم رجل حسن الهيئة زميت لاَ يكاد يحدثهم بشيء حتى يسألوه عنه لم أعرفه ثم قمت لحاجة فأخذتني ندامة فلما أصبحت غدوت ألتمسهم فلم أجد أحدا منهم فمكثت حتى تعالى النهار وزالت الشمس فإذا أنا بالرجل الحسن الهيئة فإذا هو معاذ بن جبل فقلت هذا الذي كانوا ينتهون إليه فعمد إلى سارية فصلى فقمت إلى جنبه فصليت ركعتين ثم جلست فظن أن بي حاجة فصلى ثم انصرف فجلست بينه وبين القبلة مستقبله فمكثت ساعة لاَ أسأله عَن شيء ولا يحدثني شيئا فقلت ألا تحدثني رحمك الله فوالله إني لأحبك لجلال الله وأحب حديثك قَالَ آلله إنك لتحبني لجلال الله وتحب حديثي فقلت والله إني لأحبك لجلال الله وأحب حديثك فقالها ثلاثا فأخذ بحبوتي حتى مست ركبتي ركبته ثم قَالَ أبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الذين يتحابون لجلال الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لاَ ظل إلاَّ ظله فقمت من عنده فرحا بها فلقيت عبادة بن الصامت فقلت إن معاذا حدثني كذا وكذا أفسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يروي عَن ربه أنه قَالَ حقت محبتي للذين يتحابون في وحقت محبتي للذين يتجالسون في وحقت محبتي للذين يتباذلون في وحقت محبتي للذين يتصافون في‏.‏

202- أَخْبَرَنَا عوف عَن خالد الربعي قَالَ كنا نحدث أن مما يعجل عقوبته أو قَالَ لاَ يؤخر عقوبته الأمانة تخان والإحسان يكفر والرحم تقطع والبغي على الناس‏.‏

203- أَخْبَرَنَا عَبد المؤمن بن خالد الحنفي عَن أبي نهيك قَالَ قَالَ عَبد الله بن مَسْعود ليس حفظ القرآن بحفظ الحروف ولكن بإقامة حدوده‏.‏

204- أَخْبَرَنَا عَبد الله بن ميسرة عَن إبراهيم بن أبي حرة قَالَ سَمِعْتُ خالد بن يزيد بن معاوية يحدث مجاهدا أن القرآن يقول إني معك ما تبعتني فإذا لم تعمل بي اتبعتك حتى آخذك على أسوأ عملك‏.‏

205- أَخْبَرَنَا ابن عون عَن مُحَمد قَالَ سألت عبيدة عَن تفسير آية قَالَ اتق الله وعليك بالسداد وبالصواب ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل القرآن‏.‏

206- أَخْبَرَنَا المعتمر بن سليمان عَن أبي مخزوم النهشلي عَن سيار أبي الحكم قَالَ قَالَ ابن عُمَر إنكم تستفتوننا استفتاء قوم كأنا لاَ نسأل عما نفتيكم به‏.‏

207- أَخْبَرَنَا الجريري عَن أبي العلاء عَن رجل من بني حنظلة قَالَ أحسبه من بني مجاشع قَالَ انطلقنا نؤم البيت فلما علونا في الأرض إذا نحن بأخبية مبثوثة وإذا فيها فسطاط قَالَ قلت لأصحابي عليكم بصاحب الفسطاط فإنه سيد القوم فانتهينا إليه فسلمنا فاطلع علينا من الفسطاط شيخ فقال من القوم قلنا من أهل العراق من أهل البصرة نؤم البيت العتيق قَالَ وأنا قد حدثت نفسي بذلك قَالَ قَالَ ولا أرى إلاَّ سأصحبكم فأتانا بسويق له غليظ فجعل يطعمنا منه ويسقينا ثم أمر الغلام بالرحيل‏.‏

208- أَخْبَرَنَا حرملة بن عمران قَالَ حدثني عُبَيد الله بن أبي جعفر أن ذا القرنين كان في بعض مسيره إذ مر بقوم وقبورهم على أبواب بيوتهم وإذا ثيابهم لون واحد ورقاعها واحدة وإذا هم رجال كلهم ليس فيهم امرأة فتوسم رجُلاً منهم فقال له لقد رأيت شيئا ما رأيته في شيء مما سرت فيه فقال وما هو قَالَ كذا وكذا قَالَ هيه قَالَ كذا وكذا قَالَ أما هذه القبور التي على أبوابنا فإنا جعلناها موعظة لقلوبنا تخطر على قلب رجل الدنيا فيخرج فيرى القبور فيرجع إلى نفسه فيقول إلى هذا المصير وإليها صار من كان قبلك وأما هذه الثياب فإنه لاَ يكاد رجل يلبس ثيابا أحسن من ثياب صاحبه إلاَّ رأى له به فضلا على جليسه وأما ما قلت إنكم رجال ليس معكم نساء فلعمري لقد خلقنا من ذكر وأنثى ولكن هذا القلب لاَ نشغله بشيء إلاَّ اشتغل به قد جعلنا نساءنا وذرارينا في قرية قريبة منا فإذا أراد الرجل من أهله ما يريد الرجل من أهله أتاها فبات معها الليلة والليلتين ثم يرجع إلى ما هاهنا إنما خلونا هاهنا للعبادة ‏,‏ قَالَ ما جئت لأعظكم بشيء أفضل مما وعظتم به أنفسكم سلني ما شئت قَالَ ومن أنت قَالَ ذو القرنين قَالَ ما أسألك ولا تملك لي شيئا فذر ‏,‏ قَالَ وكيف وقد أعطاني الله من كل شيء سببا قَالَ لاَ تقدر على أن تأتيني بما لم يقدر لي ولا تصرف عني ما قدر لي‏.‏

209- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني عَمْرو بن الحارث عَن سَعِيد بن أبي هلال أنه بلغه أن ذا القرنين في بعض مسيره دخل مدينة فاستكف عليه أهلها ينظرون إلى مركبه من الرجال والنساء والصبيان وعند بابها شيخ على عمل له فمر به ذو القرنين فلم يلتفت الشيخ إليه فعجب ذو القرنين فأرسل إليه فقال ما شأنك استكف لي الناس ونظروا إلى مركبي فقال فما بالك أنت قَالَ لم يعجبني ما أنت فيه إني رأيت ملكا مات في يوم هو ومسكين ولموتانا موضع يجعلون فيه فأدخلا جميعا فاطلعتهما بعد أيام وقد تغيرت أكفانهما ثم اطلعتهما وقد تزايل لحومهما ثم رأيتهما تقلصت العظام واختلطت فما أعرف الملك من المسكين فما يعجبني ملكك قَالَ ما كسبك قَالَ في يدي عمل أكسب كل يوم ثلاثة دراهم فدرهم أقضيه ودرهم آكله ودرهم أسلفه فأما الدرهم الذي أقضي فأنفقه على أبوي كما كانا ينفقان علي وأنا صغير حتى بلغت فأنا أقضيهما قَالَ أنت فلما خرج استخلفه على المدينة‏.‏

210- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي سنان الشيباني قَالَ سَمِعْتُ سَعِيد بن جبير يقول كان لسليمان ستمِئَة ألف كرسي وقال غيره كانت الريح ترفعه والريح تظله يليه الإنس ثم الجن فتغدو به شهرا وتروح به شهرا فتمر بالسنبلة فلا تحركها فمر برجل فتعجب منه فقال له سليمان تسبيحة واحدة خير مما أنا فيه‏.‏

211- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن زياد أبي عثمان مولى مصعب عَنِ الْحَسَنِ قَالَ ما أنعم الله على عَبد نعمة إلاَّ عليه تبعة إلاَّ سليمان بن داود فإن الله قَالَ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ‏.‏

212- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة قَالَ سَمِعْتُ الجريري يحدث عَن أبي نضرة عَن أسير بن جابر قَالَ كنا نجلس بالكوفة إلى محدث لنا فإذا تفرق الناس بقي رجال فيهم رجل لاَ أسمع أحدا يتكلم كلامه ‏,‏ قَالَ فأحببته ووقع حبه في قلبي ‏,‏ قَالَ فبينا كذلك إذ فقدته فقلت لأصحابي ذلك الرجل كذا وكذا الذي كان يجالسنا هل يعرفه أحد منكم فقال رجل نعم ذلك أويس القرني قلت هل تهدي إلى منزله قَالَ نعم فانطلقت معه حتى ضربت عليه حجرته قَالَ فخرج فقلت له يا أخي ما منعك أن تأتينا قَالَ العري لم يكن لي شيء آتيكم فيه قَالَ وعلي برد فقلت له البس هذا البرد فقال لاَ تفعل فإني ‏,‏ إن لبست هذا البرد استهزأ بي الناس وآذوني فلم أزل به حتى لبسه وخرج عليهم فقالوا من خادع عَن برده هذا فجاء فوضعه قَالَ فأتيتهم فقلت ما تريدون إلى هذا الرجل قد آذيتموه الرجل يكتسي مرة ويعرى مرة قَالَ وأخذتهم بلساني أخذا شديدا قَالَ وثم رجل من أصحابه فهو الذي يسخر به فوفد أهل الكوفة إلى عُمَر ووفد ذلك الرجل فيهم فقال عُمَر أههنا أحد من القرنيين فجاء ذلك الرجل فقال عُمَر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لنا إنه يقدم عليكم رجل من أهل اليمن يقال له أويس لاَ يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلاَّ موضع الدينار أو قَالَ مثل موضع الدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قَالَ فقدم علينا ههنا فقلت من أنت قَالَ أَنَا أويس قَالَ من تركت باليمن قَالَ أما لي فقلت هل كان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك إلاَّ مثل موضع الدينار أو مثل موضع الدرهم قَالَ نعم قلت استغفر لي قَالَ يا أمير المؤمنين أيستغفر مثلي لمثلك قَالَ فاستغفر له ‏,‏ قَالَ فقلت أنت أخي فلا تفارقني قَالَ فانملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قَالَ فجعل يحقره عما يقول فيه عُمَر فجعل يقول ما ذلك فينا ولا نعرف هذا قَالَ عُمَر بلى إنه رجل كذا جعل أي يصف من أمره فقال ذلك الرجل عندنا رجل يسخر به يقال له أويس قَالَ له أدرك قَالَ وما أراك تدرك فأقبل الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال أويس ما كانت هذه عادتك فما بالك قَالَ أنشدك الله لقيني عُمَر فقال كذا وكذا فاستغفر لي قَالَ لاَ أستغفر لك حتى تجعل عليك أنك لاَ تسخر بي ولا تذكر ما سمعت من عُمَر إلى أحد ‏,‏ قَالَ لك ذلك فاستغفر له قَالَ أسير فما لبثنا حتى فشا حديثه في الكوفة قَالَ فأتيته فقلت يا أخي ألا أراك أنت العجب وكنا لاَ نشعر به قَالَ ما كان في هذا ما أتبلغ فيه إلى الناس وما يجزى كل عَبد إلاَّ بعمله ‏,‏ قَالَ فلما فشا الحديث قَالَ هرب فذهب‏.‏

213- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن ثابت عَن مطرف قَالَ ما سمعت أحدا يمدحني إلاَّ تصاغرت إلي نفسي أو قَالَ مقت نفسي قَالَ فذكرت ذلك ليزيد بن مسلم قَالَ ما من الناس أحد يسمع هذا إلاَّ سينزو به الشيطان ولكن المؤمن يراجع‏.‏

214- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن ثابت قَالَ قيل يا رسول الله من أهل الجنة قَالَ من لاَ يموت حتى يملأ سمعه مما يحب قَالَ قيل يا رسول الله من أهل النار قَالَ من لاَ يموت حتى يملأ سمعه مما يكره‏.‏

215- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن حُمَيد بن هلال قَالَ كان أبو مسلم الخولاني يقول ما عملت عملا منذ كذا وكذا سنة أبالي من يراه من الناس إلاَّ حاجة الرجل إلى أهله أو حاجته من الخلاء‏.‏

216- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن ثابت فيما نعلم قَالَ كان صلة صنع مسجدا بالجبان فكان ينطلق فيصلي فيه ثم يرجع فيمر على مجلس فأتاهم فسلم عليهم فقال ألا تحدثوني عَن قوم أتوا أرضا فجعلوا ينامون الليل ويجورون النهار فمتى يبلغون قالوا لاَ متى فقال السلام عليكم وتركهم فقال رجل من القوم ألا تدرون من يعني ما عنى غيركم قَالَ فأقبل إقبالا حسنا وترك مجلسهم‏.‏

217- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن ثابت قَالَ كان رجال من بني عدي قد أدركت بعضهم إن كان أحدهم ليصلي ما يأتي فراشه إلاَّ حبوا‏.‏

218- أَخْبَرَنَا سليمان عَن ثابت قَالَ أتينا أخا لنا مريضا نعوده فتحدث القوم بينهم أن الإنسان إذا يمرض يرفع له ما كان يعمل وهو صحيح قَالَ مسلم ليس هكذا كنا نسمع ولكن يرفع له أحسن ما كان يعمل وأنا صاحب لنا عَن مسلم بن يسار أن أهل الشام لما دخلوا وهزموا أهل البصرة زمن ابن الأشعث فصوت أهل دار مسلم بن يسار فقالت له أم ولده أما سمعت الصوت قَالَ ما سمعته‏.‏

قَالَ سليمان كان مسلم بن يسار إذا رئي يصلي كأنه ثوب ملقى أي لاَ يتحرك منه شيء‏.‏

قَالَ سليمان وقال يُونُس بن عُبَيد ما أعلم شيئا اليوم أقل من درهم طيب ينفقه صاحبه في حق أو أخ يسكن إليه في الإسلام قَالَ ما يزدادان إلاَّ قلة‏.‏

219- وعن ثابت قَالَ جاء رجل إلى الصفة فقال ألا تحدثوني عَن شيء أسألكم عنه أتيت على رجل أعتق أربعة محررين قَالَ فرآه رجل فقال يا رب ليس عندي ما أعتق ولكن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاَّ الله والله أكبر فأي العملين أفضل فيما ترون فما عدلوا وما ميلوا أن من قَالَ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاَّ الله والله أكبر أفضل مما صنع ذلك الرجل‏.‏

220- قَالَ سليمان ونا صاحب لنا عَن ابن زيد قَالَ سَمِعْتُ عُمَر بن عَبد العزيز وهو يخطب يقول ألا إن أفضل العمل أداء الفرائض وإمساك عَن المحارم‏.‏

221- أَخْبَرَنَا سليمان قَالَ سَمِعْتُ ابن عون يقول ما رأيت رجُلاً أعظم رجاء لهذه الأمة ولا أشد على نفسه من مُحَمد يعني ابن سيرين‏.‏

222- أَخْبَرَنَا عَبد العزيز بن أبي رواد عَن سعد عَن زيد بن أرقم قَالَ اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك واحسب نفسك مع الموتى واجتنب دعوة المظلوم فإنها مستجابة‏.‏

223- أَخْبَرَنَا ابن أبي ذئب عَن مسلم بن جندب أن الحارث بن عَمْرو الهذلي أخبره أنهم كانوا جلوسا عند عَبد الله بن مَسْعود فجاءه‏.‏‏.‏‏.‏ فقال‏.‏‏.‏‏.‏ إن بهذا لسفعة من الشيطان قَالَ فتحدثنا ثم‏.‏‏.‏‏.‏ إليه ذلك الرجل فقال ألم أسمع ما قلت فقال له عَبد الله‏.‏‏.‏‏.‏ هاهنا أحد خيرا منك قَالَ لاَ عسى أن يكون خيرا منك أو كلمة نحو هذه‏.‏

224- أَخْبَرَنَا حماد بن زيد قَالَ حدثني رجل أن الصلت دخل على ابن سيرين وعليه ثياب من صوف فنظر إليه مُحَمد نظرا تكرهه ثم قَالَ‏.‏‏.‏‏.‏ إن ناسا يلبسون الصوف يقولون إن عيسى كان يلبس الصوف وقد‏.‏‏.‏‏.‏ لاَ أتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس القطن والكتان واليمنة فسنة نبينا أو قَالَ نبي الله أحق أن يتبع‏.‏

225- أَخْبَرَنَا أبو عوانة عَن يعلى بن عطاء عَن معبد بن هرمز عَن سَعِيد بن المُسَيَّب أنه حضر رجُلاً من الأنصار الموت فقال من في البيت قالوا أهلك وإخوانك وجلساؤك في المسجد فقال أقعدوني فأسنده ابنه إلى صدره وفتح عينيه فسلم على القوم فردوا عليه وقالوا له خيرا فقال أما إني محدثكم اليوم حديثا ما حدثت به أحدا منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم احتسابا وما أحدثكموه اليوم إلاَّ احتسابا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد يصلي في جماعة المسلمين لم يرفع رجله اليمنى إلاَّ كتب الله بها حسنة ولم يضع رجله اليسرى إلاَّ حط الله بها خطيئة حتى يأتي المسجد فليقرب أو ليبعد فإذا صلى بصلاة الإمام انصرف وقد غفر له فإن هو أدرك بعضا وفاته بعض فإن ما فاته كان كذلك فإن هو أدرك الصلاة فأتم الصلاة ركوعها وسجودها كان كذلك‏.‏

226- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم عَن‏.‏‏.‏‏.‏

في صفة الجنة وما أعد الله فيها

227- أَخْبَرَنَا مجالد بن سَعِيد عَن الشعبي عَن المغيرة بن شُعْبَة قَالَ قَالَ موسى لربه يا رب أي عبادك أدنى عندك في الجنة منزلة قَالَ عَبد يبقى في الدمنة بعدما يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيقول له ربه انظر أربعة ملوك من ملوك الدنيا فسم من ملكهم ما اشتهت نفسك فيقول يا رب أشتهي كذا وأشتهي كذا وأشتهي كذا قَالَ فسم من ملكهم ما لذت عينك فيقول يلذ عيني كذا يلذ عيني كذا قَالَ أرضيت قَالَ نعم قَالَ وهو لك وعشرة أمثاله قَالَ موسى رب هذا لأدنى من في الجنة فما لأهل صفوتك قَالَ هذه التي أردت يا موسى خلقت كرامتهم بيدي وعملتها وختمت على خزائنها وفيها ما لم تر عين ولم يسمع أذن ولم يخطر على قلب أحد من الخلق‏.‏

228- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن حُمَيد بن هلال قَالَ ذكر لنا أن نخل الجنة جذعها ياقوت وسعفها ذهب وشعفها حلل وثمارها أشد بياضا من الثلج وألين من الزبد وأحلى من العسل والشهد‏.‏

229- أَخْبَرَنَا ابن عُيَينة عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد قَالَ إن أرض الجنة من الورق وترابها مسك وأصول شجرها ذهب وورق وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد وياقوت والورق والثمر تحت ذلك فمن أكل قائما لم يؤذه ومن أكل جالسا لم يؤذه ومن أكل مضطجعا لم يؤذه وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً‏.‏

230- أَخْبَرَنَا شريك عَن أبي إسحاق عَن البراء ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا قَالَ أهل الجنة يأكلون الثمار في الشجر كيف شاءوا جلوسا ومضطجعين وكيف شاءوا‏.‏

231- أَخْبَرَنَا همام عَن قتادة عَن أبي أيوب عَن عَبد الله بن عَمْرو قَالَ الحناء سيد ريحان الجنة وإن فيها من عتاق الخيل وكرام النجائب يركبها أهلها‏.‏

232- أَخْبَرَنَا رجل عَن الحكم بن أبان عَن عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه ذكر مراكبهم ثم تلا وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا‏.‏

233- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ بلغنا في قوله وَمُلْكًا كَبِيرًا قَالَ استئذان الملائكة عليهم‏.‏

234- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن الأوزاعي عَن يحيى بن أبي كثير في قوله أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ قَالَ السماع‏.‏

235- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن حُمَيد بن هلال قَالَ بلغنا أن أهل الجنة يزور الأعلى الأسفل ولا يزور الأسفل الأعلى‏.‏

236- أَخْبَرَنَا رشدين عَن عَمْرو بن الحارث عَن أبي السمح عَن أبي الهيثم عَن أبي سَعِيد عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إن عليهم التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب‏.‏

237- أَخْبَرَنَا بقية قَالَ حدثني أرطاة بن المنذر قَالَ سَمِعْتُ رجُلاً من مشيخة الجند يقال له أبو الحجاج قَالَ جلست إلى أبي أمامة فقال إن المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة وعنده سماطان من خدم وعند طرف السماطين باب مبوب فيقبل الملك من ملائكة الله يستأذن فيقوم أدنى الخدم إلى الباب فإذا هو بالملك يستأذن فيقول للذي يليه هذا ملك يستأذن ويقول للذي يليه حتى يبلغ أقصاه المؤمن فيقول ائذنوا له فيقول أقربهم إلى المؤمن ائذنوا له فيقول الذي يليه للذي يليه وكذلك حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب فيفتح لهم ثم يدخل ‏,‏ فيسلم ثم ينصرف‏.‏

238- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن جابر عَن القاسم بن أبي بزة عَن أبي عبيدة عَن مسروق عَن عَبد الله قَالَ لكل مؤمن خيرة ولكل خيرة خيمة ولكل خيمة أربعة أبواب تدخل عليه كل يوم من ربه تحفة وكرامة وهدية له لم تكن قبل ذلك لاَ بخرات ولا دفرات ولا مرحات ولا طماحات ولا يغرن ولا يغرن حور عين كأنهن بيض مكنون‏.‏

239- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حدثني ثعلبة بن مسلم عَن أيوب بن بشير العجلي عَن شفي بن ماتع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنجب وإنهم يؤتون في يوم الجمعة بخيل مسومة ملجمة لاَ تروث ولا تبول فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لاَ عين رأت ولا أذن سمعت فيقولون أمطري علينا فما تزال تمطر عليهم حتى ينتهي ذلك إلى فوق أمانيهم ثم يبعث الله ريحا غير مؤذية فتنسف كثبانا من مسك على أيمانهم وعلى شمائلهم فيأخذ ذلك المسك في نواصي خيولهم وفي معارفها وفي رؤوسها ولكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه فيتعلق ذلك المسك في تلك الجمام وفي الخيل وفي ما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون حتى ينتهوا إلى ما شاء الله فإذا المرأة تنادي بعض أولئك يا عَبد الله أما لك فينا حاجة فيقول ما أنت ومن أنت فتقول أَنَا زوجتك فيقول ما كنت علمت مكانك فتقول المرأة أوما تعلم أن الله قَالَ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فيقول بلى وربي فلعله يشغل عنها بعد ذلك الموقف مقدار أربعين خريفا لاَ يلتفت ولا يعود ما يشغله عنها إلاَّ ما هو فيه من النعمة والكرامة‏.‏

240- أَخْبَرَنَا بقية بن الوليد قَالَ حدثني بحير بن سعد عَن خالد بن معدان عَن كثير بن مرة قَالَ إن من المزيد في الجنة أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول ما تدعوني أن أمطركم قَالَ فلا يدعون بشيء إلاَّ أمطرتهم قَالَ كثير بن مرة لئن أشهدني الله ذلك لأقولن أمطرينا جواري مزينات قَالَ نعيم سمعته من بقية سواء‏.‏

241- أَخْبَرَنَا سليمان التيمي عَن أنس بن مالك قَالَ يقول أهل الجنة انطلقوا إلى السوق فينطلقون إلى الكثبان أو قَالَ الجبال فإذا رجعوا إلى أزواجهم قالوا إنا لنجد لكن ريحا ما كانت لكن إذ خرجنا من عندكن قَالَ فيقلن لقد رجعتم بريح ما كانت لكم إذ خرجتم من عندنا‏.‏

242- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب قَالَ حدثني عُبَيد الله بن زحر عَن علي بن يزيد عَن القاسم عَن أبي أمامة قَالَ إن أهل الجنة لاَ يتغوطون ولا يمتخطون ولا يمنون ولا يبزقون إنما نعيمهم الذي هم فيه مسك يتحدر من جلودهم كالجمان وعلى أبوابهم كثبان من المسك يزورون الله في الجمعة مرتين فيجلسون على كراسي من ذهب مكللة باللؤلؤ والياقوت والزبرجد ينظرون إلى الله وينظر إليهم فإذا قاموا انقلب أحدهم إلى الغرفة من غرفة لها سبعون بابا مكللة باللؤلؤ والياقوت والزبرجد‏.‏

243- أَخْبَرَنَا ابن جريج عَن مجاهد فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ قَالَ مطهرة من الحيض والغائط والبول والمخاط والنخام والبصاق والمني والولد‏.‏

244- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي بلج قَالَ سَمِعْتُ الشعبي قَالَ جماع ما شاء ولا ولد‏.‏

245- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب قَالَ حدثني عقيل عَن ابن شهاب قَالَ لسان أهل الجنة عربي‏.‏

246- أَخْبَرَنَا سلمة بن نبيط عَن الضحاك قَالَ هم درجات عند الله بعضهم أفضل من بعض يرى الذي قد فضل به فضيلته ولا يرى الذي أسفل منه أنه فضل عليه أحد من الناس‏.‏

247- أَخْبَرَنَا مِسْعَر عَن عَبد الملك بن ميسرة عَن أبي الأحوص حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ قَالَ الدر المجوف‏.‏

248- أَخْبَرَنَا سَعِيد عَن عمارة بن أبي حفصة قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الدر المجوف‏.‏

249- أَخْبَرَنَا همام عَن قتادة عَن عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الخيمة درة مجوفة فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب‏.‏

250- أَخْبَرَنَا سليمان التيمي عَن قتادة عَن خليد العصري عَن أبي الدرداء ولم يجاوز به خليدا قَالَ الخيمة لؤلؤة واحدة لها سبعون بابا كلها در‏.‏

251- أَخْبَرَنَا سليمان التيمي أن قتادة أن أبا هريرة قَالَ حائط الجنة لبنة ذهب وأخرى فضة ورضراضها اللؤلؤ ودرجها الياقوت واللؤلؤ‏.‏

252- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن قتادة عَن العلاء بن زياد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ حائط الجنة لبنة ذهب ولبنة فضة ودرجها اللؤلؤ والياقوت قَالَ وكنا نحدث أن رضراضها اللؤلؤ وترابها الزعفران‏.‏

253- أَخْبَرَنَا ابن أبي خالد عَن أبي صالح أو السدي في قوله كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ قَالَ بياض اللؤلؤ وصفاء الياقوت‏.‏

254- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن حُمَيد بن هلال عَن بشير بن كعب أو غيره قَالَ ذكر لنا أن الزوجة من أزواج أهل الجنة لها سبعون حلة في أرق من شفكم هذا يرى مخ ساقها من وراء اللحم‏.‏

255- أَخْبَرَنَا رشدين عَن ابن أنعم عَن حبان بن أبي جبلة إن نساء أهل الدنيا من دخلت منهن الجنة فضلن على الحور العين بما عملن في الدنيا‏.‏

256- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب قَالَ حدثني عُبَيد الله بن زحر عَن خالد بن أبي عمران عَن أبي عياش قَالَ كنا جلوسا مع كعب فقال لو أن يدا من الحوراء تدلي ببياضها وخواتمها دليت لأضاءت لها الأرض كما تضيء الشمس لأهل الدنيا ثم قَالَ إنما قلت يدها فكيف بالوجه ببياضه وحسنه وجماله وتاجه بياقوته ولؤلؤه وزبرجده ولو أن دلوا من غسلين دليت لمات من ريحها ما بين المشرق والمغرب‏.‏

257- أَخْبَرَنَا حُمَيد الطويل عَن أنس بن مالك قَالَ غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أو قَالَ قيد أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينها ولنصيفها خير من الدنيا وما فيها‏.‏

258- أَخْبَرَنَا رشدين عَن عَمْرو بن الحارث عَن أبي السمح عَن أبي الهيثم عَن أبي سَعِيد عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك‏.‏

259- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن الحكم بن أبان عَن عكرمة قَالَ إن الرجل من أهل الجنة يرى وجهه في وجه صاحبته وترى وجهها في وجهه ويرى وجهه في نحرها وترى وجهها في نحره ويرى وجهه في معصمها وترى وجهها في ساعده ويرى وجهه في ساقها وترى وجهها في ساقه وتلبس حلة تلون في ساعة سبعين لونا‏.‏

260- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن أبي إسحاق عَن عَمْرو بن ميمون الأودي عَن ابن مَسْعود قَالَ إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء‏.‏

261- أَخْبَرَنَا الأوزاعي عَن حسان بن عطية عَن سَعِيد بن عامر قَالَ لو أن خيرة من خيرات حسان اطلعت من السماء لأضاءت لها ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر ولنصيف تكساه خير من الدنيا وما فيها‏.‏

262- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن أبي المهزم قَالَ سَمِعْتُ أبا هريرة يقول إن دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها أربعون بيتا في وسطها شجرة تنبت الحلل فيذهب فيأخذ بإصبعه سبعين حلة منظمة باللؤلؤ والزبرجد والمرجان‏.‏

263- أَخْبَرَنَا صفوان بن عَمْرو عَن سليم بن عامر قَالَ كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون إنه‏.‏‏.‏‏.‏ بالأعراب ومسائلهم قَالَ أقبل أعرابي يوما فقال يا رسول الله لقد ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هي قَالَ السدرة فإن له شوكا مؤذيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوليس يقول سِدْرٍ مَّخْضُودٍ خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها لتنبت ثمرا لقنو من الثمر منها على اثنين وسبعين لونا طعام ما فيه لون يشبه الآخر‏.‏

264- أَخْبَرَنَا مجالد عَن الشعبي قَالَ أتى أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ثياب أهل الجنة أنعملها بأيدينا فضحك القوم فقال رسول الله ما يضحككم من جاهل سأل عالما ولكنها ثمرات‏.‏

265- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن الأشعث بن عَبد الله عَن شهر بن حوشب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ في الجنة شجرة يقال لها طوبى يقول الله لها تفتقي لعبدي عما شاء فتفتق له عَن فرس بسرجه ولجامه وهيئته كما شاء وتفتق عَن الراحلة برحلها وزمامها وهيئتها كما شاء وعن النجائب والثياب‏.‏

266- أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَن رجل قد سماه شك أبو إسماعيل في اسم الرجل قَالَ سَمِعْتُ أبا هريرة يحدث عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين أو قَالَ مِئَة سنة وهي شجرة الخلد‏.‏

267- أَخْبَرَنَا ابن أبي خالد عَن زياد مولى بني مخزوم سمع أبا هريرة يقول إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مِئَة سنة فاقرءوا إن شئتم وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ فبلغ ذلك كعبا فقال صدق والذي أنزل التوراة على لسان موسى والقرآن على مُحَمد لو أن رجُلاً ركب حقة أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما إن الله غرسها بيده ونفخ فيها من روحه وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة وما في الجنة من نهر إلاَّ وهو يخرج من أصل تلك الشجرة‏.‏

268- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن حسان بن أبي الأشرس عَن مغيث بن سمي قَالَ طوبى شجرة في الجنة ليس في الجنة دار إلاَّ فيها‏.‏‏.‏‏.‏ منها فيجيء الطائر فيقع فيدعوه فيأكل من أحد جنبيه قديدا ومن الآخر شواء ثم يقول طر فيطير‏.‏

269- أَخْبَرَنَا‏.‏‏.‏‏.‏ عَن الضحاك قَالَ رفرف خضر قَالَ المحابس العبقري الزرابي والإستبرق الديباج الغليظ وهو بلغة العجم استبره‏.‏

270- أَخْبَرَنَا هشيم عَن أبي بشر عَن سَعِيد بن جبير قَالَ رَفْرَفٍ خُضْرٍ قَالَ رياض الجنة قَالَ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ قَالَ عتاق الزرابي‏.‏

271- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن علقمة بن مرثد عَن عَبد الرحمن بن سابط قَالَ قَالَ رجل يا رسول الله أفي الجنة خيل فإني أحب الخيل قَالَ إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء فيطير بك في أي الجنة شئت إلاَّ فعلت فقال الأعرابي يا رسول الله أفي الجنة إبل فإني أحب الإبل فقال يا أعرابي إن أدخلك الله الجنة أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك‏.‏

قَالَ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي وليعزه ذلك من مصيبته بي‏.‏

272- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب قَالَ حدثني أبو هانئ الخولاني عَن مسلم بن يسار أن عثمان سمع أبا هريرة يقول إن في الجنة سفنا مقاذفها من ذهب‏.‏

273- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن همام بن منبه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ قَالَ الله تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لاَ عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر‏.‏

274- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن رجل عَن أبي قلابة قَالَ يؤتون بالطعام والشراب‏.‏‏.‏‏.‏ فإذا أتوا بالشراب الطهور فيشربون فتضمر لذلك بطونهم ويفيض عرقا من جلودهم‏.‏‏.‏‏.‏ مسك ثم قرأ شَرَابًا طَهُورًا‏.‏

275- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن مالك بن الحارث في قوله وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ قَالَ هي عين يشرب بها المقربون صرفا ويمزج منها لأصحاب اليمين‏.‏

276- أَخْبَرَنَا رجل عَن جابر عَن عَبد الرحمن بن سابط قَالَ قَالَ أبو الدرداء خِتَامُهُ مِسْكٌ قَالَ شراب أبيض مثل الفضة يختمون بها آخر أشربتهم لو أن رجُلاً من أهل الدنيا أدخل فيه يده ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلاَّ وجد ريح طيبها‏.‏

277- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أشعث بن أبي الشعثاء عَن زيد بن معاوية عَن علقمة بن قيس عَن ابن مَسْعود قَالَ خِتَامُهُ مِسْكٌ قَالَ خلطه وليس بخاتم يختم‏.‏

278- أَخْبَرَنَا مبارك بن فضالة عَنِ الْحَسَنِ أنه ذكر هذه الآية أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ قَالَ علموا والله أن كل نعيم بعده الموت أنه يقطعه فقالوا أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قيل لاَ قالوا إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏.‏

279- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن مُحَمد بن المنكدر أنه حدثهم قَالَ رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أينام أهل الجنة فقال النوم أخو الموت ولا يموت أهل الجنة‏.‏

280- أَخْبَرَنَا عمير بن مُحَمد بن زيد قَالَ حدثني أبي عَن ابن عُمَر قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لاَ موت ويا أهل النار لاَ موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم‏.‏

281- أَخْبَرَنَا الفضيل بن مرزوق عَن عطية العوفي عَن أبي سَعِيد الخدري _ قَالَ أظنه رفعه _ قَالَ يؤتى بالموت يوم القيامة كالكبش الأملح حتى يوقف بين الجنة والنار فيقول يا أهل الجنة هذا الموت يا أهل النار هذا الموت قَالَ فيذبح وهم ينظرون فلو مات أحد فرحا لمات أهل الجنة فرحا ولو مات أحد حزنا لمات أهل النار حزنا‏.‏

282- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة قَالَ حَدَّثَنَا ثابت عَن عَبد الرحمن بن أبي ليلى قيل أرأيت قوله لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ قَالَ إن أهل الجنة أعطوا فيها ما أعطوا من الكرامة والنعيم نودوا يا أهل الجنة إن الله وعدكم الزيادة فيتجلى لهم قَالَ ابن أبي ليلى فما ظنك بهم حين ثقلت موازينهم وحين صارت الصحف في أيمانهم وحين جاوزوا جسر جهنم وأدخلوا الجنة وأعطوا ما فيها ما أعطوا من الكرامة والنعيم كان ذا لم يكن شيئا فيما رأوه‏.‏

283- أَخْبَرَنَا عَبد الوهاب بن الورد قَالَ قَالَ سَعِيد بن المُسَيَّب جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني يا رسول الله بجلساء الله يوم القيامة قَالَ هم الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون لله كثيرا قَالَ يا رسول الله أفهم أول الناس يدخلون الجنة قَالَ لاَ قَالَ فمن أول الناس يدخل الجنة قَالَ الفقراء يسبقون الناس إلى الجنة فيخرج إليهم منها ملائكة فيقولون ارجعوا إلى الحساب فيقولون علام نحاسب والله ما أفيضت علينا من الأموال في الدنيا فنقبض فيها ونبسط وما كنا أمراء نعدل ونجور ولكنا‏.‏‏.‏‏.‏ الله فعبدناه حتى أتانا اليقين‏.‏

284- أَخْبَرَنَا يُونُس عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ كان أبو هريرة يحدث أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قَالَ هل تضارون في القمر ليلة البدر قالوا لاَ قَالَ فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لاَ فقال فإنكم لترون ربكم كذلك يقول الله يوم القيامة يقول لكل أمة كانت تعبد من دونه شيئا من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع الشمس من كان يعبدها ويتبع القمر من كان يعبده ويتبع الطواغيت من كان يعبد الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيهم منافقوها فيأتيهم ربهم في صورة غير صورته فيقول أَنَا ربكم فاتبعوني فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا رأينا ربنا عرفناه فيأتيهم في صورته التي يعرفونه فيقول أَنَا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط المستقيم بين ظهري جهنم قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون أنا وأمتي أول من يجوز على الصراط المستقيم ولا يتكلم يومئذ أحد إلاَّ الرسل وقولهم يومئذ اللهم سلم سلم قَالَ أبو هريرة قَالَ رسول الله فأجتاز بأمتي وفي النار كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم قَالَ فإنها مثله غير أنه لاَ يعلم قدر عظمها إلاَّ الله فتخطف الناس بأعمالهم فالموبق في جهنم بعمله والمخردل ثم ينجو فإذا فرغ الله من القضاء بين العباد فأراد رحمة من أراد ممن في النار أمر الملائكة أن يخرجوا من جهنم من أراد فيخرجونهم ويعلمونهم بآثار السجود فيخرجونهم وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في حميل السيل حتى يبقى رجل من آخر أهل الجنة دخولا قاعدا بين الجنة والنار مقبلا بوجهه إلى جهنم فيقول يا رب اصرف وجهي عَن النار أحرقني ذكاؤها وقشبني ريحها فيقول الله عز وجل له فعسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غيره فيقول لاَ فيعطي ربه من العهود والمواثيق ما شاء الله فيصرف الله وجهه عَن النار قبل الجنة فإذا برزت له الجنة سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله أليس قد أعطيت من العهود والمواثيق أن لاَ تسأل الله غير الذي أعطيت فيقول يا رب لاَ تجعلني أشقى خلقك بك فيقدمه الله إلى باب الجنة فإذا بلغ باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى ما فيها من البهجة والنضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله له أليس قد أعطيت من العهود والمواثيق أن لاَ تسأل غير الذي أعطيت ويحك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول يا رب أدخلني الجنة فلا يزال يسأله الجنة حتى يضحك الله منه فيدخله الجنة ثم يقول تمن فيتمنى حتى تنقطع به الأماني ويذكره الله ومن كذا ومن كذا فيسأل ومن كذا ومن كذا فيسأل حتى إذا انتهت نفسه قَالَ الله لك ذلك ومثله معه قَالَ أبو سَعِيد وهو جالس مع أَبِي هُرَيْرَةَ حين حدثه هذا الحديث أبو هريرة قَالَ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ وعشرة أمثاله فقال أبو هريرة لم أحفظ عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ قوله لك ذلك ومثله معه قَالَ أبو سَعِيد والله لقد قَالَ رسول الله وعشرة أمثاله قَالَ أبو هريرة فذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة‏.‏

285- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عطاء بن يزيد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه‏.‏

باب‏:‏ صفة النار

286- أَخْبَرَنَا عنبسة بن سَعِيد عَن يزيد بن عَبد الله بن الحارث عَن كعب قَالَ إن الله ينظر إلى عبده يوم القيامة وهو غضبان فيقول خذوه فيأخذه مِئَة ألف ملك ويزيدون فيجمعون بين ناصيته وقدميه غضبا لغضب الله فيسحبونه على وجهه إلى النار فالنار عليه أشد غضبا من غضبه سبعين ضعفا فيستغيث بشربة من ماء فيسقى شربة يسقط منها لحمه وعصبه ثم يركس في النار فويل له من النار وحدثت عَن بعض أهل المدينة أنه يتقلب في أيديهم إذا أخذوه فيقول ألا ترحموني فيقولون وكيف نرحمك ولم يرحمك أرحم الراحمين‏.‏

287- أَخْبَرَنَا شبل عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد في قوله وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا قَالَ متقطعة أعناقهم من العطش‏.‏

288- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن نسير بن ذعلوق أنه سمع نوفا يقول في قوله فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ قَالَ كل ذراع سبعون ذراعا وكل باع سبعون باعا أبعد مما بينك وبين مكة وهو يومئذ في مسجد الكوفة‏.‏

289- أَخْبَرَنَا بكار بن عَبد الله أنه سمع ابن أبي مليكة يحدث أن كعبا قَالَ إن حلقة من السلسلة التي قَالَ الله ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا أن حلقة منها مثل جميع حديد الدنيا‏.‏

290- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن يزيد عَن أبي السمح عَن عيسى بن هلال الصدفي عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن رصاصة مثل هذه ـ وأشار إلى الجمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمس مِئَة عام لبلغت إلى الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن يبلغ الأرض أصلها أو قعرها سمعت سفيان في قوله فَاسْلُكُوهُ قَالَ بلغني أنها تدخل في دبره حتى تخرج من فيه‏.‏

291- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي إسحاق عَن ابن مَسْعود في قوله تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ قَالَ ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار قد بدت أسنانه وقلصت شفتاه‏.‏

292- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن يزيد أبو شجاع عَن أبي السمح عَن أبي الهيثم عَن أبي سَعِيد عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ قَالَ تشويه النار فتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته حتى تضرب سرته‏.‏

293- أَخْبَرَنَا حاجب بن عُمَر عَن الحكم بن الأعرج قَالَ قَالَ أبو هريرة يعظم الكافر في النار مسيرة سبع ليال وضرسه مثل أحد وشفاههم عند سررهم سود حبن زرق مقبوحون‏.‏

294- أَخْبَرَنَا إبراهيم أبو هارون الغنوي قَالَ سَمِعْتُ حطان بن عَبد الله الرقاشي يقول سمعت عليا يقول هل تدرون كيف أبواب جهنم قَالَ قلنا هي مثل أبوابنا هذه قَالَ لاَ هي هكذا بعضها فوق بعض‏.‏

295- أَخْبَرَنَا عمران بن زيد التغلبي قَالَ حَدَّثَنَا يزيد الرقاشي عَن أنس بن مالك قَالَ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فتسيل الدماء فتقرح العيون فلو أن سفنا أجريت فيه لجرت‏.‏

296- أَخْبَرَنَا جعفر بن حيان أن عُمَر بن الخطاب قَالَ شد ما ذلت ألسنة الناس بذكر النار‏.‏

297- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن إبراهيم وأبي رزين في قوله هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ قالا ما يسيل من صديدهم‏.‏

298- أَخْبَرَنَا عنبسة بن سَعِيد عَن حبيب بن أبي عمرة عَن مجاهد قَالَ قَالَ ابن عباس أتدري ما سعة جهنم قَالَ قلت لاَ قَالَ أجل والله ما تدري إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا يجري فيها أودية القيح والدم قلت له أنهار قَالَ لاَ بل أودية ثم قَالَ أتدري ما سعة جهنم قلت لاَ أدري قَالَ أجل والله ما تدري‏.‏

حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عَن قوله والأرض جميعا قبضته يوم القيامة قلت فأين الناس يومئذ يا رسول الله قَالَ على جسر جهنم‏.‏

299- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن يسار عَن قتادة إِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ قَالَ ذكر لنا أن عَبد الله كان يقول إن جهنم لتضيق على الكافر كتضييق الزج على الرمح‏.‏

300- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سلمة بن كهيل عَن خيثمة عَن ابن مَسْعود في قوله إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار قَالَ توابيت من حديد نصبت عليهم في أسفل النار‏.‏

301- أَخْبَرَنَا يُونُس بن يزيد عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ بلغنا أن معاذ بن جبل كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ والذي نفس مُحَمد بيده إن ما بين شفة النار وقعرها كصخرة زنة سبع خلفات شحومهن ولحومهن وأولادهن تهوي من شفة النار قبل أن تبلغ قعرها سبعين خريفا‏.‏

302- أَخْبَرَنَا هشيم بن بشير قَالَ أخبرني زكريا بن أبي مريم الخزاعي قَالَ سَمِعْتُ أبا أمامة يقول إن ما بين شفير جهنم إلى قعرها مسيرة سبعين خريفا من حجر يهوي أو قَالَ صخرة تهوي عظمها كعشر عشراوات عظام سمان فقال له مولى لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد هل تحت ذلك من شيء يا أبا أمامة قَالَ نعم غي وأثام‏.‏

303- أَخْبَرَنَا يُونُس عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن سَعِيد بن المُسَيَّب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد يعظمون لتمتلئ منهم وليذوقوا العذاب‏.‏

304- أَخْبَرَنَا الليث بن سَعِيد عَن خالد بن يزيد عَن سَعِيد بن أبي هلال عَن سَعِيد المقبري عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ضرس الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء وجنباه مثل الورقان ومجلسه من النار كما بيني وبين الربذة وكثف بصره سبعون ذراعا وبطنه مثل إضم‏.‏

305- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن عَمْرو بن دينار عَن عُبَيد بن عمير قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بصر جلد الكافر يعني غلظ جلده سبعون ذراعا وضرسه مثل أحد وفي سائر خلقه‏.‏

306- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني ابن أبي نعم عَن خالد بن أبي عمران بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إن النار تأكل أهلها حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ثم يعود كما كان ثم تستقبله أيضا فتطلع على فؤادهم فهو كذلك أبدا فذلك قوله نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ‏.‏

307- أَخْبَرَنَا مِسْعَر عَن عَبد الملك بن ميسرة عَن ابن سابط عَن عَمْرو بن ميمون عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ إن الحجارة التي سمى الله في القرآن وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ حجارة من كبريت خلقها الله عنده كيف شاء وكما شاء‏.‏

308- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن همام بن منبه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ ناركم التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من حر جهنم قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله قَالَ فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها‏.‏

309- أَخْبَرَنَا شريك بن عَبد الله عَن عاصم عَن أبي صالح أو عَن رجل عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إن النار أوقدت ألف سنة فابيضت ثم أوقدت ألف سنة فاحمرت ثم أوقدت ألف سنة فاسودت فهي سوداء كالليل‏.‏

310- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن أبي ظبيان عَن سلمان قَالَ النار سوداء لاَ يضيء لهبها ولا جمرها ثم قرأ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا‏.‏

311- أَخْبَرَنَا مِسْعَر عَن عفاق المحاربي عَن عَمْرو بن ميمون أنه سمع بين جلد الكافر ولحمه وجسده دوي الدود كدوي الوحش‏.‏

312- أَخْبَرَنَا عوف عَن أبي المنهال الرياحي أنه بلغه أن في النار أودية في ضحضاح من النار في تلك حيات أمثال كذا وكذا وعقارب كالبغال الخنس فإذا سقط إليهن شيء من أهل النار أنشأن بهم لسعا وتشطا أو قَالَ نشطا حتى يستغيثوا بالنار فرارا منهن أو هربا منهن‏.‏

313- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن يزيد عَن أبي السمح عَن أبي حجيرة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه ويسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان‏.‏

314- أَخْبَرَنَا صفوان بن عَمْرو عَن عَبد الله بن بشر عَن أبي أمامة عَن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ قَالَ يقرب إليه فيتكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره يقول الله وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ويقول الله وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ‏.‏

315- أَخْبَرَنَا أبو الصباح قَالَ سَمِعْتُ يزيد بن أبي سمية يقول سمعت ابن عُمَر يقول هل تدرون ما المهل مهل الزيت يعني أحره‏.‏

316- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أخبرني عَمْرو بن الحارث عَن أبي السمح عَن أبي الهيثم عَن أبي سَعِيد الخدري عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ كَالْمُهْلِ قَالَ كعكر الزيت إذا قربت إليه سقطت فروة وجهه فيه‏.‏

وبهذا الإسناد عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ لسرادق النار أربعة جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة‏.‏

وبهذا الإسناد عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ لو أن دلوا من غسلين أهريق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا‏.‏

317- أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ في قوله إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا قَالَ الغرام اللازم الذي لاَ يفارق صاحبه وكل عذاب يفارق صاحبه فليس بغرام‏.‏

318- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن عمار الدهني عَن سالم بن أبي الجعد قَالَ سأل علي هلالا الهجري ما تجدون الحقب الواحد قَالَ نجده في كتاب الله المنزل ثمانين سنة كل سنة اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما وكل يوم ألف سنة‏.‏

319- أَخْبَرَنَا‏.‏‏.‏‏.‏ عَن سَعِيد بن أبي عروبة عَن قتادة يذكره عَن أبي أيوب عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص قَالَ إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يرد عليهم إِنَّكُم مَّاكِثُونَ قَالَ فكانت والله دعوتهم‏.‏‏.‏‏.‏ قَالَ ثم يدعون ربهم فيقولون رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا‏.‏‏.‏‏.‏ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ قَالَ هذه الثالثة قَالَ ثم نادوا الرابعة رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَالَ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ثم سكت عنهم ما شاء الله ثم ناداهم أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ قَالَ فلما سمعوا صوته قالوا الآن يرحمنا فقالوا عند ذلك رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا أي الكتاب الذي كتب علينا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قَالَ عند ذلك اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء منهم وأقبل بعضهم على بعض بعضهم في وجه بعض فأطبقت عليهم قَالَ فحدثني الأزهر بن أبي الأزهر أنه ذكر له أن ذلك قوله هَذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ‏.‏

320- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن مطرف عَن الثقة أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار فكان يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه في البيت فلما دخل النبي عليه السلام اعتنقه الفتى فخر ميتا قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم جهزوا صاحبكم فإن الفرق من النار فلذ كبده‏.‏

321-‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ عَن مُحَمد بن المنكدر قَالَ لما خلقت النار فزعت الملائكة وطارت أفئدتها فلما خلق آدم سكن ذلك عنهم وذهب ما كانوا يحذرون‏.‏

322- أَخْبَرَنَا زياد بن مسلم عَن صالح أبي الخليل قَالَ قَالَ ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه نفر من الرسل فتلقوا بالفرح والبشر وفي ناحية المسجد مصل يصلي لاَ يلتفت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم إلاَّ قد رأيت منه البشر والفرح غير صاحب الزاوية فقيل له أما إنه قد فرح بك كما فرحنا ولكنه خازن من خزان جهنم‏.‏

323- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن يزيد بن جابر عَن سليمان بن موسى أن ابن مَسْعود كان يقول أعجبني ضاحك من ورائه النار ومؤمل من ورائه الموت‏.‏

324- أَخْبَرَنَا الأوزاعي قَالَ كان رجل يقال له الغزوان جعل على نفسه ألا يضحك حتى يعلم مصيره من الجنة والنار فملك نفسه فلم يضحك إلى أن مات‏.‏

325- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن سنان قَالَ سَمِعْتُ أبا الزاهرية يحدث عَن كثير بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول ويل للأقماع أقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون‏.‏

326- أَخْبَرَنَا أيضا أنه سمع أباه يقول كان أبو الدرداء يقول إني لست أخاف أن يقال لي يا عويمر ماذا علمت ولكني أخاف أن يقال يا عويمر ماذا عملت فيما علمت ولم يؤت الله امرأ علما في الدنيا إلاَّ سأله عملا يوم القيامة‏.‏

327- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْن عُلَيِّ بن رَبَاحٍ قَالَ سَمِعْتُ أبي يذكر عَن بعض من حدثه قَالَ ثلاثة في النار قد آذوا أهل النار وكل أهل النار في أذى رجال مغلقة عليهم توابيت من نار وهم في أصل الجحيم فيصيحون حتى تعلو أصواتهم أهل النار فقال لهم أهل النار ما بالكم من بين أهل النار فعذبكم هذا قالوا كنا متكبرين ورجال قد فتقت بطونهم يسحبون أمعاءهم في النار فقال لهم أهل النار ما بالكم من بين أهل النار فعل بكم هذا قالوا كنا نقطع حقوق الناس بأيماننا وأماناتنا ورجال يسعون بين الجحيم والحميم لاَ يقرون قيل لهم ما بالكم من بين أهل النار فعل بكم هذا قالوا كنا نسعى بين الناس بالنميمة‏.‏

328- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حدثني ثعلبة بن مسلم عَن أيوب بن بشير العجلي عَن شفي بن ماتع الأشجعي عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون بين الجحيم والحميم يدعون بالويل والثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى قَالَ فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعاءه ورجل يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه قَالَ فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى قَالَ فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس لم يجد لها فضلا أو قَالَ وفاء ثم يقال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى قَالَ فيقول إن الأبعد كان لاَ يبالي أين أصاب البول منه ثم لاَ يغسله ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة خبيثة يستلذها ويستلذ الرفث ثم يقال للذي يأكل لحمه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى قَالَ فيقول إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس ويمشي بالنميمة‏.‏

329- أَخْبَرَنَا رجل عَنِ الْحَسَنِ في قوله كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا قَالَ تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة‏.‏

330- أَخْبَرَنَا رجل عَن منصور عَن مجاهد عَن يزيد بن شجرة قَالَ وكان معاوية بعثه على الجيوش فلقي عدوا فرأى في أصحابه فشلا فجمعهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قَالَ أما بعد اذكروا نعمة الله عليكم وذكر الحديث إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيمائكم فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان ها نورك يا فلان لاَ نور لك إن لجهنم ساحلا كساحل البحر فيه هوام وحيات كالبخاتي وعقارب كالبغال الدلم فإذا استغاث أهل النار قالوا الساحل فإذا ألقوا فيها سلطت تلك الهوام عليهم فتأخذ شفار أعينهم وشفاههم وما شاء الله منهم تكشطها كشطا فيقولون النار النار فإذا ألقوا فيها سلط عليهم الجرب فيحك أحدهم جلده حتى يبدو عظمه وإن جلد أحدهم لأربعون ذراعا قَالَ يقال يا فلان هل تجد هذا يؤذيك قَالَ فيقول وأي أذى أشد من هذا قَالَ يقال هذا ما كنت تؤذي المؤمنين‏.‏

331- حَدَّثَنَا يحيى بن عُبَيد الله قَالَ سَمِعْتُ أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في جهنم واديا يقال له لملم إن أودية جهنم لتستعيذ بالله من حره‏.‏

332- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب عَن ابن عجلان عَن زيد بن أسلم عَن عطاء بن يسار أنه قَالَ الويل واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت من حره‏.‏

333- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن زياد بن فياض عَن أبي عياض قَالَ الويل مسيل في أصل جهنم‏.‏

334- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَن عَمْرو بن الحارث أنه حدثه عَن أبي السمح عَن أبي الهيثم عَن أبي سَعِيد الخدري عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره والصعود جبل من نار فيصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي فهو كذلك‏.‏

335- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن عمار الدهني أنه حدثه عَن عطية العوفي عَن أبي سَعِيد الخدري قَالَ إن صَعُودًا صخرة في جهنم إذا وضعوا أيديهم عليها ذابت فإذا رفعوها عادت اقتحامها فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ الآية‏.‏

336- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حَدَّثَنَا ثعلبة بن مسلم عَن أيوب بن بشير عَن شفي الأصبحي قَالَ إن في جهنم جبلا يدعى صعودا يطلع فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه قَالَ الله عز وجل سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا قَالَ وإن في جهنم قصرا يقال له هوى يرمى الكافر من أعلاه فيهوي أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله قَالَ الله وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى وإن في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات وعقارب في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة سم والعقرب منهن مثل البغلة المؤكفة تلدغ الرجل فلا تلهيه عما يجد من حر جهنم حموة لدغتها فهو لما خلق له وإن في جهنم سبعين داء لأهلها كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم وإن في جهنم واديا يدعى غيا يسيل قيحا ودما فهو لما خلق له قَالَ الله فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا‏.‏

337- أنا يحيى بن أيوب عَن عُبَيد الله بن زحر عَن أبي يسار قَالَ الظلة في جهنم فيها سبعون ألف زاوية في كل زاوية صنف من العذاب ليس في الأخرى‏.‏

338- أَخْبَرَنَا مالك بن مغول عَن زبيد عَن مجاهد قَالَ ما من عَبد إلاَّ ينادى يوم القيامة أين فلان - قَالَ زبيد حسبته قَالَ ابن فلان - ها نورك أين فلان ابن فلان لاَ نور لك‏.‏

339- أَخْبَرَنَا رجل عَنِ الْحَسَنِ قَالَ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ قَالَ يقطع به ما في بطونهم وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ بأيدي الزبانية وذلك أن النار تضربهم بلهبها فترفعهم حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بمقامع فهووا سبعين خريفا ولذلك سميت الهاوية لأنهم لاَ يستقرون ساعة فإذا انتهوا انتهوا إلى أسفلها ضربهم زفير لهبها والزفير زفير اللهب والشهيق بكاؤهم كلما أرادوا أن‏.‏‏.‏‏.‏ يخرجوا‏.‏

340- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن الأزرق بن قيس عَن رجل من بني تميم قَالَ كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ فقال وما تسعة عشر تسعة عشر ألف ملك أو تسعة عشر ملكا قَالَ قلت بل تسعة عشر ملكا قَالَ وأنى تعلم ذلك فقلت لقول الله وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا‏.‏‏.‏‏.‏

قَالَ أبو العوام صدقت وبيد كل واحد منهم مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب بها الضربة يهوي بها سبعين ألفا كذا بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا‏.‏

341- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني حيي بن عَبد الله عَن أبي عَبد الرحمن الحبلي عَن عَبد الله أن رجُلاً قَالَ يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا كما يقولون فإذا فرغت فسل تعطه‏.‏

342- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني عمارة بن غزية عَن رجل من الأنصار حدثه أن عُمَر بن الخطاب كان يشحذ نفسه يعني كان يتشدد في الحر وهو صائم ويقول لها أبشري بالري‏.‏

343- حَدَّثَنَا صالح المري قَالَ بلغني أن من كره الموت من الأنبياء قَالَ أفارق الصلاة أفارق الصيام أفارق كذا من العبادة‏.‏

344- حَدَّثَنَا أبو جناب الكلبي عَن أبي المحجل عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ ثلاث من كن فيه دخل الجنة من إذا عرف حقا لله لم يؤخره إلى أيام لاَ يدركها وكان عمله صالحا في العلانية على قوام من السريرة وكان يجمع مع ما قد عمل صلاح ما يأمل وهكذا ولي الله‏.‏

345- بلغني عَن أبي الضحى قَالَ قَالَ مسروق يا أبا الضحى أيعجبكم عبادة عَبد الله بن معقل قَالَ يعجبنا عبادته وفقهه قَالَ والله لأبوه كان أعجب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منه‏.‏

346- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن سليم عَن مطر عَنِ الْحَسَنِ في قوله كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ قَالَ جزءوا الليل‏.‏

347- أَخْبَرَنَا سليمان التيمي عَن أبي عثمان النهدي عَن سلمان قَالَ تدنى الشمس من الناس يوم القيامة حتى تكون من رؤوسهم قدر قوس - أو قَالَ قدر قوسين - فتعطى حر عشر سنين وليس على أحد يومئذ طحربة ولا ترى فيها عورة مؤمن ولا مؤمنة ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة وأما الأديان - أو قَالَ الكفار - فتطبخهم فإنما تقول أجوافهم غق غق قَالَ نعيم الطحربة الخرقة‏.‏

348- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن قتادة عَن زرارة بن أوفى عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ يقصر يومئذ على المؤمن حتى يكون كوقت صلاة‏.‏

349- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن يسار عَن قتادة في قوله الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ قَالَ حقت ولكل عامل عمله قَالَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ قَالَ تعظيما ليوم القيامة‏.‏

350- أَخْبَرَنَا جويبر عَن الضحاك فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ الصافية يعني الوردة أنها مخالطها صفرة‏.‏

351- أَخْبَرَنَا المبارك عَنِ الْحَسَنِ قَالَ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ قَالَ تكون ألوانا‏.‏

352- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي فروة عَن مرة عَن ابن مَسْعود لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ قَالَ حالا بعد حال قَالَ مرة تشقق ومرة واهية‏.‏

353- أَخْبَرَنَا عوف عَن أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي قَالَ حَدَّثَنَا شهر بن حوشب قَالَ حدثني ابن عباس قَالَ إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وزيد في سعتها كذا وكذا وجمع الخلائق بصعيد واحد جنهم وإنسهم فإذا كان ذلك قيضت هذه السماء الدنيا عَن أهلها فينتشرون على وجه هذه الأرض فلأهل السماء أكثر من جميع أهل الأرض جنهم وإنسهم بالضعف فإذا رآهم أهل الأرض فزعوا إليهم ويقولون أفيكم ربنا فيفزعون من قولهم ويقولون سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ثم تقاض السماء الثانية فلأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل هذه السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض بالضعف فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض فيقولون لهم أفيكم ربنا فيفزعون من قولهم فيقولون سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ثم تقاض السموات سماء سماء كلما قيضت سماء كانت أكثر من أهل السموات التي تحتها ومن جميع أهل الأرض بالضعف جنهم وإنسهم كلما نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض ويقولون لهم مثل ذلك فيرجعون إليهم مثل ذلك حتى تقاض السماء السابعة فلأهلها وحدهم أكثر من أهل ست سماوات ومن جميع أهل الأرض بالضعف ويجيء الله فيهم تبارك وتعالى والأمم جثى صفوفا فينادي مناد ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الحامدون لله على كل حال فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادي ثانية ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانت تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فيقومون فيسرحون إلى الجنة قَالَ ثم ينادي ثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين كانوا لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ فيقومون فيسرحون إلى الجنة فإذا أخذ من هؤلاء الثلاثة خرج عنق من النار وأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح قَالَ فيقول إني وكلت بثلاثة وكلت بكل جبار عنيد قَالَ فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فيحبس بهم في جهنم قَالَ ثم يخرج ثانيا فيقول إني وكلت بمن آذى الله ورسوله فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فيحبس بهم في جهنم قَالَ ثم يخرج ثالثة قَالَ أبو المنهال فأحسبه يقول إني وكلت بأصحاب التصاوير فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم قَالَ فيحبس بهم في جهنم قَالَ فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة نشرت الصحف ووضعت الموازين ودعي الخلائق للحساب‏.‏

354- أَخْبَرَنَا جويبر عَن الضحاك قَالَ إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها فيكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب فينزلون إلى الأرض فيخلطون بالأرض ومن فيها ثم يأمر السماء التي تليها فينزلون فيكونون صفا في جوف ذلك الصف ثم السماء الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة فينزل الملك الأعلى في بهائه وملكه ومجنبته اليسرى جهنم فيسمعون زفيرها وشهيقها فلا يأتون قطرا من أقطارها إلاَّ وجدوا صفوفا قياما من الملائكة فذلك قوله يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ والسلطان العذر وذلك قوله وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا يعني حافاتها يعني بأرجائها ما يشقق منها فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصوت فأقبلوا إلى الحساب‏.‏

355- أَخْبَرَنَا الأوزاعي قَالَ سَمِعْتُ بلالا يقول إن للناس يوم القيامة‏.‏‏.‏‏.‏ لقول ربه عز وجل يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ وقوله وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ‏.‏

356- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن يزيد بن جابر قَالَ حَدَّثَنَا عَبد الجبار بن عُبَيد الله بن سلمان في قوله إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ثم تستجيب لهم أعينهم بالدمع فيبكون حتى ينفد الدمع ثم تستجيب لهم أعينهم بالدم فيبكون حتى ينفد الدم ثم تستجيب لهم أعينهم بالقيح قَالَ يرسل عليهم من الله أمر فيولون مدبرين ثم تستجيب لهم أعينهم بالقيح فيبكون قيحا حتى ينفد القيح فتغور أبصارهم كالحدق في الطين‏.‏

357- أَخْبَرَنَا عثمان بن الأسود عَن مجاهد في قوله مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رؤوسهِمْ قَالَ رافعي رؤوسهم هكذا‏.‏

358- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن مجاهد في قوله يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالَ فيفزعون ويقولون لاَ عِلْمَ لَنَا‏.‏

359- أَخْبَرَنَا ابن جريج عَن مجاهد كل أمة جاثية قَالَ مستوفزين على الركب‏.‏

360- أَخْبَرَنَا ابن عُيَينة عَن عَمْرو بن دينار قَالَ سَمِعْتُ عَبد الله بن باباه يقول قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أراكم بالكوم جاثين دون جهنم‏.‏

361- أَخْبَرَنَا أسامة بن زيد عَن عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ قَالَ يوم كرب وشدة‏.‏

362- أَخْبَرَنَا ابن جريج عَن مجاهد قَالَ شدة الأمر وجده قَالَ مجاهد وقال ابن عباس هي أشد ساعة في يوم القيامة‏.‏

363- أَخْبَرَنَا المعتمر بن سليمان عَنْ أَبِيهِ عَن سيار الشامي قَالَ ينادي مناد يوم القيامة يا عباد لاَ خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون فيرجوها الناس أجمعون فيتبعها الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ فييئس منها الناس غير المسلمين‏.‏

364- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن عَمْرو بن قيس عَن المنهال بن عَمْرو عَن عَبد الله بن الحارث عَن علي قَالَ أول من يكسى خليل الله إبراهيم قبطيتين ثم يكسى مُحَمد صلى الله عليه وسلم حلة حبرة عَن يمين العرش‏.‏

365- أَخْبَرَنَا ابن أبي خالد قَالَ سَمِعْتُ أبا عيسى يحيى بن رافع يقول سمعت عثمان بن عفان يقول وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ قَالَ سائق يسوقها إلى أمر الله وشاهد يشهد عليها بما عملت‏.‏

366- أَخْبَرَنَا رجل عَن زيد بن أسلم قَالَ بلغني أن المؤمن يمثل له عمله يوم القيامة في أحسن صورة وأحسن ما خلق الله وجها وثيابا وأطيبه ريحا فيجلس إلى جنبه كلما أفزعه شيء أمنه وكلما تخوف شيئا هون عليه فيقول جزاك الله من صاحب خيرا من أنت فيقول أما تعرفني قد صحبتك في قبرك وفي دنياك أَنَا عملك كان والله حسنا فلذلك تراني حسنا وكان طيبا فلذلك تراني طيبا تعال فاركبني فطالما ركبتك في الدنيا وهو قول الله تبارك وتعالى وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ حتى يأتي به إلى ربه فيقول يا رب إن كل صاحب عمل في الدنيا قد أصاب في عمله وكل صاحب تجارة وصانع قد أصاب في تجارته غير صاحبي قد شغل في نفسه فيقول له الرب تبارك وتعالى فما تسأل له فيقول المغفرة والرحمة أو نحو هذا فيقول فإني قد غفرت له ويكسى حلة الكرامة ويجعل عليه تاج الوقار فيه لؤلؤة تضيء من مسيرة يومين ثم يقول يا رب إن أبويه قد كان شغل عنهما كل صاحب عمل وتجارة قد كان يدخل على أبويه من عمله فيعطيان مثل ما أعطي ويتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجها وأنتنه ريحا فيجلس إلى جنبه كلما أفزعه شيء زاده فزعا وكلما تخوف شيئا زاده خوفا فيقول بئس الصاحب أنت ومن أنت فيقول أما تعرفني فيقول لاَ فيقول أَنَا عملك كان قبيحا فلذلك تراني قبيحا وكان منتنا فلذلك تراني منتنا فطأطئ رأسك أركبك فطالما ركبتني في الدنيا فيركبه وهو قوله لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

367- أَخْبَرَنَا شريك عَن أبي إسحاق عَن الحارث عَن علي في هذه الآية الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ قَالَ خليلين مؤمنين وخليلين كافرين فمات أحد المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله المؤمن قَالَ فيقول يا رب إن خليلي فلانا كان يأمرني بالخير وينهاني عَن الشر فيأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويخبرني أني ملاقيك فلا تضله بعدي واهده كما هداني وأكرمه كما أكرمني فإذا مات جمع بينهما في الجنة ويقال لهما ليثن كل واحد منهما على صاحبه فيقول اللهم كان يأمرني بالخير وينهاني عَن الشر فيأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويخبرني أني ملاقيك فنعم الأخ والخليل والصاحب قَالَ ثم يموت أحد الكافرين فيبشر بالنار فيذكر خليله فيقول اللهم خليلي فلان كان يأمرني بالشر وينهاني عَن الخير ويأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويخبرني أني غير ملاقيك اللهم فأضله كما أضلني فإذا مات جمع بينهما في النار فيقال ليثن كل واحد منكما على صاحبه قَالَ فيقول اللهم كان يأمرني بالشر وينهاني عَن الخير ويأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويخبرني أني غير ملاقيك فبئس الأخ والخليل والصاحب‏.‏

368- أَخْبَرَنَا صفوان بن عَمْرو قَالَ حدثني سليم بن عامر قَالَ خرجنا في جنازة في باب دمشق ومعنا أبو أمامة فلما صلى على الجنازة وأخذوا في دفنها قَالَ أبو أمامة يا أيها الناس أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو هذا فيشير إلى القبر بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الدود وبيت الضيق إلاَّ ما وسع الله ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فإنكم لفي بعض تلك المواطن حين يغشى الناس أمر من أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون إلى منزل فتغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا من النور وهو المثل الذي ضرب الله في كتابه أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ إلى قوله فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لاَ يستضيء الأعمى ببصر البصير فيقول المنافقون للذين آمنوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا وهي خدعة الله التي يخدع المنافقين قَالَ الله تبارك وتعالى يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم وقد فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ نصلي صلاتكم ونغزو مغازيكم قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ إلى قوله وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ويقول سليم فما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور ويميز الله بين المؤمن والمنافق‏.‏

369- أَخْبَرَنَا عثمان بن الأسود عَن ابن أبي مليكة عَن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نوقش الحساب هلك قَالَ قلت يا رسول الله فإن الله تبارك وتعالى يقول فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا قَالَ ذلك العرض‏.‏

370- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب البجلي قَالَ حَدَّثَنَا أبو زرعة بن عَمْرو بن جرير عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إن من الناس من يقتل يوم القيامة ألف قتلة فقال له عاصم بن أبي النجود يا أبا زرعة ألف قتلة قَالَ نعم بضروب ما قتل‏.‏

371- أَخْبَرَنَا الليث بن سعد قَالَ حدثني عامر بن يحيى عَن أبي عَبد الرحمن الحبلي قَالَ سَمِعْتُ عَبد الله بن عَمْرو بن العاص يقول قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يستخص رجُلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول له أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون فيقول لاَ يا رب فيقول ألك عذر أو حسنة فبهت الرجل فيقول لاَ يا رب فيقول بلى إن لك عندي حسنة وإنه لاَ ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها أشهد الله أنه لاَ إله إلاَّ هو وأن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع السجلات فيقول إنك لاَ تظلم قَالَ فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة قَالَ فلا يثقل اسم الله شيء‏.‏

372- أَخْبَرَنَا مالك بن مغول عَن عُبَيد الله بن العيزار قَالَ إن الأقدام يوم القيامة مثل النبل في القرن والسعيد الذي يجد لقدميه موضعا يضعهما عليه وإن الشمس تدنى من رؤوسهم حتى لاَ يكون بينها وبين رؤوسهم إما قَالَ ميل أو ميلين ثم يزاد في حرها بضعة وستون ضعفا وعند الميزان ملك إذا وزن العبد نادى ألا إن فلان ابن فلان قد ثقلت موازينه وسعد سعادة لاَ يشقى بعدها أبدا إلاَّ فلان ابن فلان خفت موازينه وشقي شقاء لاَ يسعد بعده أبدا‏.‏

373- أَخْبَرَنَا أبو حيان عَن أبي زرعة بن عَمْرو بن جرير عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فدفع إليه الذراع‏.‏

فذكر الحديث الذي أخرجه البخاري في التفسير عَن مُحَمد بن مقاتل عَن المصنف بهذا الإسناد وفي السياقين اختلاف يسير في بعض المواضع‏.‏

374- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أخبرني عَبد الرحمن بن زياد عَن دخين الحجري عَن عقبة بن عامر عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الحديث فيقول عيسى أدلكم على النبي الأمي فيأتون فيأذن الله لي أن أقوم فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد حتى آتي ربي فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ثم يقول الكافر قد وجد المؤمنون من شفع لهم فمن يشفع لنا فيقولون ما هو غير إبليس فهو الذي أضلنا فيأتونه فيقولون قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا فإنك أضللتنا فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمها أحد ثم يعظم لجهنم عند ذلك وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ الآية‏.‏

375- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن علي بن حسين أن رجُلاً من أهل العلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم ثم لاَ يكون لبشر من بني آدم منها إلاَّ موضع قدميه ودعا أول الناس فأخر ساجدا حتى يؤذن لي وأقوم فأقول يا رب أخبرني هذا - لجبريل وهو عَن يمين الرحمن فوالله ما رآه قبلها يعني ربه - أنك أرسلته إلي وجبريل ساكت فلا يتكلم جبريل حتى يقول الله صدق ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول أي رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض فذلك المقام المحمود‏.‏

376- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني يزيد بن أبي حبيب عَن عَبد الرحمن بن جبير سمع أبا ذر وأبا الدرداء قالا قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة وأول من يؤذن له برفع رأسه فأنظر بين يدي وأعرف أمتي من بين الأمم وأنظر عَن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم وأنظر من خلفي فأعرف أمتي من بين الأمم فقال رجل يا رسول الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك قَالَ غر محجلون من آثار الوضوء ولا يكون من الأمم أحد غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم‏.‏

377- أَخْبَرَنَا موسى بن عبيدة عَن أيوب بن خالد عَن عَبد الله بن رافع عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ يأتي يوم القيامة معي من أمتي مثل الليل والسيل فيخطف الناس خطفة واحدة فتقول الملائكة لما جاء من مُحَمد أكثر مما جاء مع سائر الأنبياء‏.‏

378- أَخْبَرَنَا موسى بن عبيدة عَن أبي سَعِيد مولى ابن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل وهو يقول الحمد لله الذي جعلني من أمة مُحَمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بها من نعمة‏.‏

379- أَخْبَرَنَا موسى الجهني عَن الشعبي قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة قالوا الله ورسوله أعلم قَالَ أيسركم أن تكونوا نصف أهل الجنة قالوا الله ورسوله أعلم قَالَ فإن أمتي ثلثا أهل الجنة والناس يومئذ عشرون ومِئَة صف وإن أمتي من ذلك ثمانون صفا‏.‏

380- أَخْبَرَنَا عوف عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة‏.‏

381- أَخْبَرَنَا هشام قَالَ سَمِعْتُ الحسن يذكر عَن جابر بن عَبد الله قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي دعوة قد دعا بها فإني قد استخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة‏.‏

382- أَخْبَرَنَا بهز بن حكيم عَنْ أَبِيهِ عَن جده قَالَ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنكم توفون يوم القيامة سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله‏.‏

383- أَخْبَرَنَا يحيى بن عُبَيد الله قَالَ سَمِعْتُ أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة وذلك أن أهل الكتاب أوتوه من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله لما اختلفوا له فهم لنا تبع لليهود غدا وللنصارى بعد غد‏.‏

384- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني حيي بن عَبد الله عَن أبي عَبد الرحمن الحبلي عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص قَالَ من سجد في موضع عند حجر أو شجرة شهد له عند الله يوم القيامة‏.‏

385- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَن حيي عَن أبي عَبد الرحمن عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص عَن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان‏.‏

386- أَخْبَرَنَا أيوب بن خوط عَن أبي الورد القشيري أن أبا مُحَمد الحضرمي حدثه ببيت المقدس قَالَ حَدَّثَنَا كعب في هذا البيت أنه وجد في كتاب الله المنزل أنه ليس من عَبد مؤمن أو مؤمنة يجيء يوم القيامة ومعه البقرة وآل عمران إلاَّ وهما تظلانه عَن يمينه وشماله يقولان ربنا لاَ سبيل عليه‏.‏

387- حَدَّثَنَا الترمذي سمعت نعيم بن حماد غير مرة إذا مرت هذه الأحاديث في القرآن وفي الصيام وفي الصلاة وغير ذلك يقول إنما يجيء ثواب القرآن وثواب الصيام وثواب ذلك العمل كله‏.‏

388- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن عاصم عَن أبي وائل عَن عَبد الله قَالَ إن الله يجمع الناس في صعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله فيها قط ولم يخطأ فيها فأول ما يتكلم به أنه ينادي لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهََ سَرِيعُ الْحِسَابِ ثم يكون أول ما يبدءون من الخصومات في الدنيا فيؤتى بالقاتل والمقتول فيقال له لم قتلت فإن قَالَ قتلته لتكون العزة لله قَالَ فإنها لي فإن قَالَ قتلته لتكون العزة لفلان قَالَ فإنها ليست له فيبوء بإثمه فيقتله بمن كان قتل بالغين ما بلغوا ويذوق الموت عدة ما ذاقوا‏.‏

‏.‏

389- أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَن أبي إسحاق عَن عَمْرو بن ميمون وقال مرة عَن عَبد الله ثم جعل لاَ يجاوز به عَمْرو بن ميمون - قوله يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ قَالَ أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم ولم يعمل عليها بخطيئة فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر حتى يلقوا الله كما خلقوا حفاة عراة‏.‏

390- أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَن سليمان عَن أبي وائل عَن عَبد الله عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ أول ما يقضى بين الناس في الدماء‏.‏

391- أَخْبَرَنَا طلحة بن عَمْرو قَالَ قَالَ لي عطاء ما أكثر الأسماء على اسمي واسمك فإذا دعا أين فلان ابن فلان لم يقم إلاَّ من دعي‏.‏

392- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن حُمَيد بن هلال قَالَ ذكر لنا أن الرجل يدعى إلى الحساب يوم القيامة فيقال يا فلان ابن فلان هلم إلى الحساب حتى يقول ما يراد أحد غيري مما يخص به من الحساب‏.‏

393- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيد بن زياد عَن هلال بن أسامة عَن عطاء بن يسار قَالَ يوقف العبد بين يدي الله فيقول قيسوا بين نعمتي عليه وبين عمله فتغرق النعمة العمل فيقول أغرقت النعمة العمل فيقول هبوا له النعمة قيسوا بين الخير والشر فإن استوى العملان أذهب الله الشر بالخير وأدخله الله الجنة وإن كان عمله أفضل أعطاه فضله ولم يظلمه وإن كان عليه فضل فهو أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ فإن شاء عذبه وإن شاء رحمه‏.‏

394- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن مسلم عَنِ الْحَسَنِ وقتادة عَن أنس بن مالك عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ يجاء بابن آدم يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول له أعطيتك وخولتك وأنعمت عليك فماذا صنعت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فيقول له أرني ما قدمت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فإذا عَبد لم يقدم خيرا فيمضي به إلى النار‏.‏

395- أَخْبَرَنَا علي بن علي عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ عَبد الله بن قيس يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي فإما آخذ بيمينه وآخذ بشماله‏.‏

396- أَخْبَرَنَا الحكم - أو أبو الحكم شك نعيم - عَن إسماعيل بن عَبد الرحمن عَن رجل من بني أسد قَالَ قَالَ عُمَر لكعب ويحك يا كعب حَدَّثَنَا حديثا من حديث الآخرة قَالَ نعم يا أمير المؤمنين إذا كان يوم القيامة رفع اللوح المحفوظ ولم يبق أحد من الخلائق إلاَّ وهو ينظر إلى عمله فيه قَالَ ثم يؤتى بالصحف التي فيها أعمال العباد قَالَ فتنشر حول العرش فذلك قوله وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا قَالَ الأسدي الصغيرة ما دون الشرك والكبيرة الشرك إلاَّ أحصاها قَالَ كعب ثم يدعى المؤمن فيعطى كتابه بيمينه فينظر فيه فحسناته باديات للناس وهو يقرأ سيئاته لكي لاَ يقول كانت لي حسنات فلم تذكر فأحب الله أن يريه عمله كله حتى إذا استنقص ما في الكتاب وجد في آخر ذلك كله أنه مغفور وإنك من أهل الجنة فعند ذلك يقبل إلى أصحابه ثم يقول هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيهْ ثم يدعى الكافر فيعطى كتابه بشماله ثم يلف فيجعل من وراء ظهره ويلوى عنقه فذلك قوله مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ ينظر في كتابه فسيئاته باديات للناس وينظر في حسناته لكي لاَ يقول أفأثاب على السيئات‏.‏

397- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَن عَمْرو بن الحارث عَن سَعِيد بن أبي هلال عَن سليمان بن راشد أنه بلغه أن امرأ لاَ يشهد على شهادة في الدنيا إلاَّ شهد بها يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ولا يمتدح عبدا في الدنيا إلاَّ امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد‏.‏

398- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عمن سمع مُحَمد بن عَبد الله بن أبي يعقوب يذكر عَن بشر بن شغاف قَالَ سَمِعْتُ عَبد الله بن سلام يقول إن أفضل أيام الدنيا عند الله يوم الجمعة وإن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم قلت له إلاَّ أن يكون ملكا مقربا قَالَ فنظر إلي قَالَ أتدري كيف خلق الملائكة إنما خلق الملائكة كخلق السماء والأرض وكخلق الجبال وكخلق السحاب وإن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فإذا كان يوم القيامة جمع الله الأنبياء نبيا نبيا وأمة أمة حتى يكون آخرهم مركزا مُحَمد وأمته ويضرب الجسر على جهنم وينادي مناد أين مُحَمد وأمته فيقوم نبي الله صلى الله عليه وسلم وتتبعه أمته برها وفاجرها حتى إذا كان على الصراط المستقيم يطمس الله أبصار أعدائه فتهافتوا في النار يمينا وشمالا ويمضي النبي عليه السلام والصالحون معه فتلقاهم الملائكة رتبا يدلونهم على طريق الجنة على يمينك على شمالك حتى ينتهي إلى ربه فيوضع له كرسي عَن يمين العرش ثم يتبعه عيسى على مثل سبيله ويتبعه برها وفاجرها حتى إذا كانوا على الصراط طمس الله أبصار أعدائه فتهافتوا في النار يمينا وشمالا ويمضي النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه فتتلقاهم الملائكة رتبا يدلونهم على طريق الجنة على يمينك على يسارك حتى ينتهي إلى ربه فيوضع له كرسي من الجانب الآخر ثم يدعى نبي نبي وأمة أمة حتى يكون آخرهم نوح رحم الله نوحا‏.‏

399- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ حَدَّثَنَا عَبد الله بن وهب عَن عَبد الله بن عياش عَنْ أَبِيهِ عَن أبي عَبد الرحمن الحبلي عَن عَبد الله بن عَمْرو عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ من سئل عَن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة‏.‏

400- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن ثابت قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت فأقول مُحَمد فيقول بك أمرت أن لاَ أفتح لأحد قبلك‏.‏

401- أَخْبَرَنَا مِسْعَر عَن عَبد الملك بن ميسرة عَن مصعب بن سعد قَالَ قَالَ كعب إن أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتح له مُحَمد ثم قرأ آية من التوراة أخرايا قدمايا‏.‏

402- أَخْبَرَنَا جويبر عَن الضحاك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أصحاب الأعراف رجال كانت لهم ذنوب عظام وكان جسيم أمرهم لله فأقيموا على ذلك المقام إذا نظروا إلى أهل النار عرفوهم بسواد الوجوه وقالوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وإذا نظروا إلى أهل الجنة عرفوهم ببياض الوجوه فذلك قوله وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ قَالَ ابن عباس أدخل الله أصحاب الأعراف الجنة قوله ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ‏.‏

403- أَخْبَرَنَا هشام بن حسان عَن موسى بن أنس عَن عُبَيد بن عمير أن الصراط مثل السيف على جسر جهنم وإن بجنبتيه كلاليب وحسك والذي نفسي بيده إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر‏.‏

404- أَخْبَرَنَا هشام بن حسان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حوضا يوم القيامة والذي نفسي بيده إنهم ليتباهون يوم القيامة أيهم أكثر واردا فيدعو كل نبي إليه من يعرف من أمته والذي نفسي بيده إني لأرجو أن أكون أكثرهم واردا فإن لي حوضا ما بين طرفيه كما بين أيلة إلى مكة أو عمان وصنعاء ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء يغت فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورق والآخر من ذهب شرابه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا والذي نفسي بيده ليرفعن إلي أقوام ممن صحبني حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني فأقول أي رب أصحابي أصحابي فيقال إنك لاَ تدري ما أحدثوا بعدك‏.‏

405- أَخْبَرَنَا سَعِيد الجريري عَن أبي السليل عَن غنيم عَن أبي العوام عَن كعب أنه قَالَ هذه الآية وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا قَالَ هل تدرون ما ورودها قالوا الله أعلم قَالَ فإن ورودها أن يجاء بجهنم وتمسك للناس كأنها متن إهالة حتى إذا استقرت عليه أقدام الخلائق برهم وفاجرهم ناداها مناد أن خذي أصحابك ودعي أصحابي‏.‏‏.‏‏.‏ بكل ولي لها فهي أعلم بهم من الوالد بولده وينجو المؤمنون‏.‏

406- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَن عَمْرو بن الحارث عَن سَعِيد بن أبي هلال قَالَ بلغني أن الصراط يوم القيامة يكون على بعض الناس أدق من الشعر وعلى بعض الناس مثل الوادي الواسع‏.‏

407- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن رجل عَن خالد بن معدان قَالَ قالوا ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار فقال إنكم مررتم بها وهي خامدة‏.‏

408- أَخْبَرَنَا عوف عَن عَبد الله بن شقيق العقيلي قَالَ يجوز الناس يوم القيامة الصراط على قدر إيمانهم وأعمالهم فيجوز الرجل كالطرفة في السرعة وكالسهم المرمي وكالطائر السريع الطيران وكالفرس الجواد المضمر ويجوز الرجل يعدو عدوا والرجل يمشي مشيا حتى يكون آخر من يجوز يحبو حبوا‏.‏

409- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني أبو هانئ الخولاني عَن عَمْرو بن مالك الجنبي أن فضالة بن عُبَيد وعبادة بن الصامت حدثاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إذا كان يوم القيامة فيفرغ الله من قضاء الخلق فيبقى رجلان يؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول الجبار تبارك اسمه وتعالى ردوه فيردونه فيقول له لم التفت قَالَ كنت أرجو أن تدخلني الجنة قَالَ فيؤمر به إلى الجنة قَالَ فيقول لقد آتاني ربي حتى لو أني أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه‏.‏

410- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني ابن أنعم عَن أبي عثمان أنه حدثه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ رجلان ممن أدخلا النار اشتد صياحهما فيقول الرب عز وجل أخرجوهما فلما أخرجوهما قَالَ لهما لأي شيء اشتد صياحكما قالا فعلنا ذلك لترحمنا قَالَ إن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فيجعله الله عليه بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه فيقول له الرب جل وعلا ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك فيقول إني لأرجو أن لاَ تعيدني فيها بعدما أخرجتني فيقول له الرب لك رجاؤك فيدخلان الجنة جميعا برحمة الله‏.‏

411- أَخْبَرَنَا أبو بكر الهذلي عَن سَعِيد بن جبير عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ ثم قَالَ إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح قَالَ ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا إلى أصحاب النار قالوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فتعوذوا بالله من منازلهم قَالَ فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطى كل عَبد يومئذ نورا وكل أمة نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ماذا لقي المنافقون قالوا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان في أيديهم ومنعتهم سيئاتهم أن يمضوا بها فبقي في قلوبهم الطمع إذ لم ينزع النور من أيديهم فبذلك يقول الله تبارك وتعالى لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ فكان الطمع النور في أيديهم ثم أدخلوا بعد ذلك الجنة وكانوا آخر أهل الجنة دخولا قَالَ وقال ابن مَسْعود وهو على المنبر إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشرا وإذا عمل سيئة لم يكتب عليه إلاَّ واحدة ثم يقول هلك من غلبت وحداته أعشاره‏.‏

412- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ سفيان بن عُيَينة عَن ابن جريج عَن أبي الزبير عَن أبي صالح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم بالمدينة قيل لسفيان فمن تراه قَالَ نعيم فسمعته مرارا أكثر من ثلاثين مرة يقول إن كان أحد فهو العمري وهو العابد بالمدينة يكنى أبا عَبد الرحمن عَبد الرحمن بن عَبد العزيز‏.‏

413- أَخْبَرَنَا صفوان بن عَمْرو عَن عَبد الرحمن بن جبير الحضرمي عَن رافع أبي الحسن‏.‏‏.‏‏.‏ قَالَ فيشير الله تبارك وتعالى إلى لسانه فيربو فيها حتى يملأ فاه فلا يستطيع أن ينطق بكلمة ثم يقول لآرابه - يعني أعضاءه كلها تكلمي واشهدي عليه فيشهد عليه سمعه وبصره وجلده وفرجه ويداه ورجلاه صنعنا فعلنا عملنا‏.‏

قَالَ نعيم بن حماد سمعت ابن عُيَينة يقول سمعت أيوب السختياني يقول أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء و‏.‏‏.‏‏.‏ الناس من الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء قَالَ وقال ابن عُيَينة‏.‏‏.‏‏.‏ من يعطي كل حديث حقه‏.‏

414- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن سليم عَن الحجاج بن عتاب العبدي عَن عَبد الله بن معبد الزماني عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إن أدنى أهل الجنة منزلة - وما منهم دان - لمن يغدو عليه ويروح عشرة آلاف خادم ومع كل واحد منهم طرفة ليست مع صاحبه‏.‏

415- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب قَالَ حدثني عُبَيد الله بن زحر عَن مُحَمد بن أبي أيوب المخزومي عَن أبي عَبد الرحمن المعافري قَالَ إنه ليصف للرجل من أهل الجنة سماطان لاَ يرى أطرافهما من غلمانه حتى إذا مر مشوا وراءه‏.‏

416- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن يزيد بن أبي حبيب عَن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عَنْ أَبِيهِ عَن جده عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرف له ما بين خوافق السموات والأرض ولو أن رجُلاً من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوءه ضوء الشمس كما يطمس ضوء الشمس ضوء النجوم‏.‏

417- أَخْبَرَنَا صفوان بن عَمْرو عَن شريح بن عُبَيد عَن كعب قَالَ لو أن ثوبا من ثياب الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم‏.‏

418- أَخْبَرَنَا فليح بن سليمان عَن هلال بن علي عَن عطاء بن يسار عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إن أهل الجنة ليتراءون في الغرف كما تتراءون الكوكب الشرقي أو الغربي الغارب في الأفق أو الطالع في تفاضل الدرجات قالوا يا رسول الله أولئك النبيون قَالَ لاَ بل والذي نفسي بيده أقوام آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين‏.‏

419- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ حَدَّثَنَا ابن المبارك قَالَ حَدَّثَنَا أبو بكر الهذلي قَالَ حَدَّثَنَا أبو تميمة الهجيمي قَالَ سَمِعْتُ أبا موسى الأشعري على منبر البصرة يقول إن الله يبعث يوم القيامة ملكا إلى الجنة يقول هل أنجزكم الله ما وعدكم فينظرون فيرون الحلي والحلل والثمار والأنهار والأزواج المطهرة فيقولون نعم قد أنجزنا الله ما وعدنا فيقول الملك هل أنجزكم ما وعدكم - ثلاث مرات - فلا يفقدون شيئا مما وعدوا فيقولون نعم فيقول بقي لكم شيء إن الله يقول لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ألا إن الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الله‏.‏

420- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي إسحاق عَن عامر بن سعد قَالَ الزيادة النظر إلى وجه ربهم‏.‏

421- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن رجل عَن مجاهد قَالَ إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن يسير في ملكه ألف سنة لن يرى أقصاه كما يرى أدناه وأرفعهم الذي ينظر إلى ربه بالغداة والعشي‏.‏

422- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني عَمْرو بن الحارث عَن دراج أبي السمح عَن أبي الهيثم عَن أبي سَعِيد الخدري عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إن أدنى أهل الجنة من له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء‏.‏

وبهذا الإسناد عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاثين سنة لاَ يزيدون عليها أبدا وكذلك أهل النار‏.‏

423- حَدَّثَنَا معمر عَن قتادة قَالَ أهل الجنة أبناء ثلاثين جرد مرد مكحلون على صورة آدم كان طوله ستين ذراعا‏.‏

424- أَخْبَرَنَا يُونُس بن يزيد قَالَ سألت الزهري كيف يكون الرجل من أهل الجنة يوم القيامة قَالَ بلغنا أنهم يبعثون على قوام آدم وكان قوامه ستين ذراعا‏.‏

425- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن أبي الضحى عَن مسروق عَن ابن مَسْعود قَالَ جنات عدن بطنان الجنة يعني سرة الجنة‏.‏

426- أَخْبَرَنَا يحيى بن سلمة عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبد الله بن أبي أوفى في قوله مُدْهَامَّتَانِ قَالَ خضراوان وفي قوله نَضَّاخَتَانِ قَالَ نضاختان بالخير‏.‏

427- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني زهرة بن معبد القرشي عَن أبي عَبد الرحمن الحبلي قَالَ إن العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ‏.‏

428- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي إسحاق قَالَ حدثني الأغر عَن أبي سَعِيد الخدري وأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كذا ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وتصحوا فلا تسقموا أبدا وتشبوا فلا تهرموا أبدا وتنعموا فلا تبؤسوا أبدا فذلك قوله وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ‏.‏

429- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن حُمَيد بن هلال قَالَ ذكر لنا أن الرجل إذا دخل الجنة صور صورة أهل الجنة وألبس لباسهم وحلي حليتهم وأري أزواجه وخدمه يأخذه سوار فرح لو كان ينبغي له أن يموت لمات من سوار فرحه فيقال له أرأيت سوار فرحتك هذه فإنها قائمة لك أبدا‏.‏

430- أَخْبَرَنَا مالك بن أنس عَن زيد بن أسلم عَن عطاء بن يسار عَن أبي سَعِيد الخدري قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة يقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لاَ نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول أَخْبَرَنَا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك قَالَ أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا‏.‏

431- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب الكوفي البجلي قَالَ سَمِعْتُ رجُلاً يحدث عَن أبي زرعة بن عَمْرو بن جرير سمع أبا هريرة يقول الحلية تبلغ حيث انتهى الوضوء‏.‏

432- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير أخبره أن أبا العوام مؤذن إيلياء - أول رجل أذن بإيلياء - أخبره أنه سمع كعبا يقول إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة إذا دخلوها إن لكل ضيف جزورا وإني أجزركم اليوم حوتا وثورا فتجزر لأهل الجنة‏.‏

433- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن همام بن منبه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النبي عليه السلام قَالَ إن أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لاَ يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الألوة وأمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم من الألوة - أو قَالَ اللؤلؤ - ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن لاَ اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا‏.‏

434- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد في قوله عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ قَالَ لاَ ينظر بعضهم في قفا بعض‏.‏

435- أَخْبَرَنَا الأوزاعي قَالَ حَدَّثَنَا يحيى بن أبي كثير أن الحور العين يتلقين أزواجهن عند أبواب الجنة فيقلن طالما انتظرناكم فنحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نظعن ونحن الخالدات فلا نموت بأحسن أصوات سمعت فيقول هو أنت حبي ليس دونك مقصر ولا وراءك معدى‏.‏

436- أَخْبَرَنَا المسعودي عَن المنهال بن عَمْرو عَن أبي عبيدة عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ تسارعوا إلى الجمعة فإن الله تبارك وتعالى يبرز لأهل الجنة في كل يوم جمعة في كثيب من كافور أبيض فيكونون منه في القرب على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا‏.‏